في عالم الأعمال الإنسانية الديناميكي، يقف الابتكار كقوة محورية، تدفع التغيير الإيجابي عبر تحدي الأساليب التقليدية وتعزيز تقدم الإنسانية. اليوم، ومع تزايد التحديات المترابطة التي يوجهها العالم، تزداد الحاجة لحلول إبداعية في الأعمال الإنسانية بشكل ملحوظ. في هذا السياق، نتكشف بعمق مبادرتين رائدتين تعكس هذا النهج الابتكاري، وتوضح كيف يمكن للتفكير الإبداعي والتقدم التكنولوجي أن يؤديا إلى نتائج فعّالة وملموسة.
أتلاي: تعزيز البيئة المستدامة ومكافحة التصحر بواسطة الذكاء الاصطناعي
الغابات تعد رئتين حيويتين لكوكبنا، وتلعب دوراً أساسياً في صحة النظام الإيكولوجي العالمي وبقاء الإنسان. لكنها تواجه تهديدات مستمرة من التصحر. رداً على هذا التحدي العاجل، قدمت مؤسسة الوليد للإنسانية “أتلاي” كمنصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعمل كحارس لغاباتنا. يستخدم “أتلاي” التكنولوجيا المتقدمة لمراقبة وتوثيق أنشطة التصحر، وتوفير بيانات أساسية لاتخاذ قرارات مدروسة والتدخل الفعال. تؤكد هذه المبادرة التفاني الراسخ للمؤسسة في حفظ البيئة، وتندمج بسلاسة مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وأهداف التنمية المستدامة. إنها تمثل تحولاً في جهود الحفاظ على البيئة، حيث تصبح التكنولوجيا الابتكارية حليفاً قوياً في الحفاظ على تنوع كوكبنا وضمان التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
القضاء على مرض دودة الغينية باستخدام أداة بسيطة تستخدم الابتكار
على جبهة أخرى، يواجه مرض الدودة الغينية، الذي يؤثر بشكل كبير على المجتمعات الأفريقية الضعيفة، أداة بسيطة، ولكن فعّالة للغاية: مرشح المياه. تعد هذه الأداة، التي دعمتها مؤسسة الوليد للإنسانية بالتعاون مع مركز كارتر للتحالف العالمي، نجاحاً للابتكار التكنولوجي المنخفض. من خلال مرشح يفصل الدودة الغينية من مصادر مياه الشرب، تم تقديم حلاً عملياً لتحدي الصحة العامة الطويل الأمد الذي يؤثر على السكان الريفيين. وراء وظيفتها العملية، تجسد الشربة بصيص أمل، مؤكدة الأثر العميق الذي يمكن أن تحققه التدخلات البسيطة في مواجهة الأزمات الصحية العالمية المعقدة.
بفضل هذه التدخلات المبتكرة يتوقع أيضا أن يصبح مرض الدودة الغينية المرض الثاني في التاريخ، بعد الجدري، الذي يتم القضاء عليه. كما سيكون المرض الطفيلي الأول الذي يتم القضاء عليه، والمرض الأول الذي يتم القضاء عليه بدون استخدام لقاح أو دواء.
في الختام، تجسد رحلة “أتلاي” ومرشحات المياه رواية للابتكار الإنساني، والتي صاغتها بعناية مؤسسة الوليد للإنسانية، لتلهم الأفراد حول العالم بقبول الإبداع والتحفيز على العمل الجريء في خدمة رفاهية الإنسانية الجماعية.
تعكس هذه المبادرات ليس فقط إمكانيات الأعمال الإنساني في تحقيق التغيير الإيجابي، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية اعتماد الابتكار كأساس أساسي في الجهود الإنسانية الفعالة.